Admin المدير العام
عدد المساهمات : 531 نقاط : 21086 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/07/2011 العمر : 27
| موضوع: عالم من أبرز علماء المغرب العربي الجمعة أغسطس 05, 2011 9:59 pm | |
| أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي
عالم جغرافي رياضي وفلكي راصد من أصل مغربي عاش في عصر
الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري/منتصف القرن
الثالث عشر للميلاد، هاجر الى مصر وهناك ألف موسوعة علمية كبرى
في علم الميقات. طاف المراكشي بالأندلس وشمال إفريقية ومصر،
قبل ان يستقر بدار الكنانة حيث أنتج أعماله العلمية التي عرف بها،
وتوفي بين 680 وحوالي 725 هـ/1281-1324.
اشتهر المراكشي بالفلك والرياضيات والجغرافيا وعمل الساعات الشمسية. و تعكس أعماله التكوين العلمي الذي تلقاه في المغرب
من مؤلفاته
الكتاب الشهير " جامع المبادئ والغايات في علم الميقات " الذي عالج فيه مبادئ علم الفلك
التطبيقي، خصوصا تلك التي تؤدي الى الميقات (المعروف أيضا بالتوقيت)، و كان هذا الكتاب قاعدة
هذا العلم لمدة طويلة في المشرق الاسلامي، غير أنه لم يكن له تأثير يذكر في الغرب الاسلامي.
إضافة الى "جامع المبادئ" الذي سنأتي على ذكره،
ترك المراكشي أيضا كتاب "وصف الكون" عالج فيه التوقيت وفن صناعة الساعات الشمسية أي
المزاول، وصنع أجهزة الرصد وطريقة العمل بها، الى جانب جداول العرض والطول لمائة وخمسة
وثلاثين موضعا جغرافيا.
كما تنسب اليه كتب أخرى في الرياضيات منها "كتاب القطوع المخروطية" و"رسالة تلخيص العمل
في رؤية الهلال". كما تنسب للمراكشي بحوث في المثلثات، هذا الفرع الرياضي الذي جعل منه علماء
المسلمين مجالا علميا متطورا تجتمع فيه المعالجة الرياضية بالبحث الفلكي.
اشتهر المراكشي بكتاب "جامع المبادئ والغايات في علم الميقات" الذي اعتبر ه مؤرخو الأفكار
العلمية في الاسلام من أعظم ما صنف في هذا الفن. ويعد الكتاب موسوعة علمية نادرة ألهمت أعمال
كل من اهتم بالتوقيت من العلماء والمؤقتين في عهود مختلفة . وقد اعتمد فيه المراكشي على
المؤلفات الرياضية والفلكية الأساسية في التقليد العلمي الاسلامي، ابتداءا من الخوارزمي والبتاني و
وصولا الى الزرقالي وجابر بن الأفلح. وقد رتب "جامع المبادئ" على أربعة فنون هي الحساب،
ووضعالآلات، والعمل بها ومطارحات تحصل بها الدراية والقوة على الاستنباط ، الكتب وفيه بحوث
نفيسة في المثلثات، والساعات الشمسية المتنوعة . وقـد تـرجم الفرنسي سـيديو قسمه الأول، ونشر
ابنه هذه الترجمة بين 1834 و1836
برز علم الميقات في التقليد العلمي الاسلامي في العهد المملوكي بمصر والشام في في القرن السادس
الهجري / القرن الثالث عشر للميلاد، و انتشر بسرعة في باقي أرجاء العالم الاسلامي.
والميقات علم جديد في الساحة العلمية الاسلامية، يرتبط بما تتطلبه ممارسة الشعائر الدينية من
معارف فلكية، وبالأخص حساب رؤية الهلال ووسائل مراقبته بالمشاهدة والرصد، وتمييز أوقات
الصلاة وحساب اتجاه القبلة في الأماكن المختلفة. ورغم أن هذه المسائل شكلت منذ بداية العلم في
الاسلام موضع اهتمام العلماء والفلكيين، فان إفراد علم الميقات بها وقصره عليها لم يحصل الا في
فترة متاخرة، ولم تحفظ لنا المصادر علما بهذا الاسم قبل القرن الخامس الهجري. ورغم قلة الدراسات
حول نشأة وتطور علم الميقات، فإنه من الواضح والمؤكد أن ظهور هذا الفرع التطبيقي الأصيل في
الفلك الاسلامي جاء إستجابة لاحتياجات اجتماعية فرضتها ممارسة ركنين من أركان الدين
الاسلامي،ألا وهما الصلاة والصوم.
وباشتداد عود علم الميقات، برزت مؤسسة جديدة لم يكن لها وجود من قبل هي مؤسسة المؤقت في
معظم المساجد الاسلامية في المراكز الحضرية الكبرى، وتفرغ المؤقتون لتحديد أوقات الصلاة
ومراقبة هلال رمضان وتحديد اتجاه القبلة. وبالجملة، يمكن القول إن علم الميقات هو فرع أصيل من
فروع الفلك لم يسبق له مثيل في الحضارات السابقة على الإسلام، وتتحدد وظائفه في السعي الى تحديد
أوقات الصلوات الخمس وحساب الأهلة وعلى رأسها هلال شهر رمضان، وذلك بواسطة الحساب
والمراقبة الفلكية والتجريب بواسطة الآلات الفلكية، مثل الآلات الظلية والكرات السماوية وغيرها.
وبعلم الميقات يرتبط علم التقويم الذي يدرس نظام إحصاء أجزاء الزمن وكيفية تحويل التواريخ من
تقويم الى آخر. | |
|