لئن رغِبت عنك الأمانيّ بصُورها، وانزوت عنك الأحلامُ بزُخرفِها،وولّت عنك منابرُ الشُّهرة، وانصرفت عن قلبِك مراتبُ الحرص،
وأدبرت عنك مَواطن الشَرَف الدنيوي،....
فإنّك مُقبلٌ على الدرجات العلية ، وحائزٌ على المنازلِ المرضيّة، ولقد استحوذت _واللهِِ_على مَعاقدَ العزم ،وانبريت مُعلماًلدلائلِ الرُشد، ووجدتَ بين جنبيكَ بَرد اليقين ، فصرتَ بالعلمِ مسروراً،وبحملِهِ المُبارك مبروراً
ولكأنّك اعتليتَ صُعُداً ، تقطفُ دواني الفرائد ، فصغُرت في عينيك مباهج الدُّنيا الزائلة ،وتضاءلت عند حديثِك مناصبُها الذاهبة، وتصاغرت عند إفصاحك ب(العلم )كل مُتعِها البائدة ،
فلله ماأعظم قدرك -إن عرفت-
وماأجلّ محلّك لوشَعُرت
وماأسمى مكانك إن عَلّمت {ولكن كُونوا ربانييّن بما كُنتم تُعلّمون َالكتاب)