mimou تلميذ جيد جدآ
عدد المساهمات : 172 نقاط : 19855 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/07/2011
| موضوع: علي الشعالي: استنساخ الشعر يفسده الخميس أغسطس 04, 2011 1:13 am | |
| حاوره: محمد الحمامصيأهم ما يميز تجربة الشاعر الإماراتي علي الشعالي هو ثراؤها المفعم بروح التراث وتجليات الحداثة، حيث يجمع ما بين القصيدتين الكلاسيكية والتفعيلية، وتتمتع الأخيرة بخصوصية نسيجها صورة ولغةورؤية.
وفضلا عن عطائه الشعري يشارك الشعالي بنصيب وافر في الحراك الثقافي في دبي خاصة والإمارات عامة، ويمتلك رؤية خاصة لقيمة ودور هذا الحراك في وضع الثقافة والإبداع الإماراتيين على الخارطة العربية والعالمية، وفي هذا الحوار معه نتعرف على جوانب مهمة في تشكيله الإبداعي والإنساني.
بداية نود أن تلقي الضوء على الظروف التي أحاطت ببداياتك الشعرية وألقت بظلالها على كتابتك للشعر؟ ومن هم الشعراء والكتاب الذين أثروا ودعموا رؤيتك الشعرية؟
-كما هو معلوم، كانت بلاد الجزيرة العربية حاضنة للشعر العربي منذ نشأته، وقد تغلغل فيها هذا الفن إلى أن وصل إلى تقديسه بشكل أو بآخر، وقد نشأت في أسرة تجل الشعر وتتذوقه وتستشهد به وتشجع على ممارسة هذه الرياضة الروحية العقلية القلبية، مما كان له الأثر الكبير في بناء مكتبتي منذ الطفولة والمرور على الأطياف الشعرية المختلفة.
وكما هو الحال مع الكثير من القراء والشعراء، بدأت بالقديم حتى وصلت إلى الشعر المعاصر، كما أنني استفدت كثيرا من التعاطي مع الشعر الشعبي الخليجي الموروث المليء بالحكمة والصور الجميلة، بالإضافة إلى كتاب الأنواع الأخرى من الأدب، قرأت للجاحظ على وجه التحديد كثيرا ومن هم في قامته من كتاب العربية، كما أني مهتم بالاطلاع على النصوص القصصية والروائية العربية.
في عمليك الأولين "نحلة وربابة"، و"وجوه وأخرى متعبة" يتجلى الهم الإنساني محتضنا الإماراتي الخاص والعربي العام، هل تعمل على التأكيد على أهمية رسالة ودور الشاعر ؟
-الشعر كالشجرة التي تقف على جذور ثم ينمو منها جذع تتفرع منه أغصان وهكذا، فالأرض هي التي تغذي الشعر بكل ما يحتاج، والأرض هي الأم والمآل، والأصالة، هي أن يبقى الشاعر وفيّا لقضاياه الإنسانية وهموم شارعه وأهله، تلك التي تتشرب زخمها وتكسب اندفاعها من شجونه الخاصة والعامة، الشعر مرآة القلوب، ولا يستطيع إلا المتصنع أن يكتب شعرا في قضية لا تعنيه أو تمسه.
ما هي رؤيتك في الجمع بين قصيدة التفعيلة والعمودية خاصة وأنك كثيرا ما تجمع بينهما في أمسياتك الشعرية؟
-أنا متأكد أن السؤال لا يعني أن أشكال القصيدة كالمذاهب الدينية التي لا يُجمع بينها، القصيدة تولد كما تريد هي، أي أن المعاني تتشكل وتتراقص في فضاء تختاره دون انتظار إذن من الشاعر، الشاعر هو أرض التفاعل والعبور، أما التدخل الجيني أو استنساخ القصائد فهو تشويه لطهارة الإبداع وتلطيخ لصفائه المحض.
كيف هي علاقتك باللغة؟ كيف هي علاقتك بالموسيقى؟ وإلى أي مدى يؤثر التراث العربي في تجربتك؟
-إذا جاز لنا أن نشبه الشاعر بمبدع آخر كصانع التحف والمنحوتات الخشبية مثلا، فستكون اللغة هي الأدوات والخشب، ولا أتصور أنه يستطيع أن يبدع أو أن ينتج منتجاً جيدا إن لم تكن أدواته ومواده الأولية فعالة ومكتملة وتواكب إبداعه الفكري، وأستغرب كثيرا ممن يقللون من دور اللغة في الفنون الأدبية، اللغة هي الجسر الذي بدونه لا تصل إلى المعنى ولا يصل المعنى إلى القارئ.
تملك نسيجا شعريا له مميزاته على مستوى اللغة والأسلوب والرؤية، ألم تجرب كتابة قصيدة النثر أم لك موقف منها؟
- شكراً على هذا الإطراء، وفيما يتعلق بقصيدة النثر فليس لي موقف منها بل على العكس أقرؤها وأتذوقها، وأحضر أمسيات شعراء النثر المجيدين، وأحترم التجربة في المجمل، ولعل كثافة قراءتي للشعر الموزون في المراحل السنية المتقدمة، وولعي بالموسيقى هما العنصران الأكثر تركيزا في هذه الكيمياء المعقدة، إلا أنني متأكد أن التجربة زئبق يتشكل ويتحرك في حرية تامة وفي نسق عجيب.
لك حضور قوي داخل حركة الثقافة الإماراتية عامة وإمارة دبي خاصة هل يمكنك أن تضعنا داخل مشهد هذه الحركة؟
- أشارك بالحضور كمتطوع أو زائر أو منظم في الكثير من الفعاليات إيمانا مني بأهمية الثقافة في إثراء الذوق العام والوعي المجتمعي، وهي في النهاية رسالة.
لا أبالغ عندما أقول إن المشهد الثقافي الإماراتي هو الأكثر بروزا وزخما في المنطقة، فمشاريع الترجمة ودعم الكُتاّب ومعارض الكتاب، ومهرجانات ومسابقات وجوائز الشعر والأدب، وملتقيات المسرح ومعارض الفنون والخط، ومهرجانات السينما ومزادات المقتنيات الفنية، والشراكة مع مؤسسات عالمية مرموقة لإقامة متاحف على أرض الدولة كلها ترفد هذا الحراك وتؤكد جدية القيادة في إبقاء الثقافة كعربة دائمة في قطار التنمية.
بشكل خاص كيف هي حركة الثقافة داخل دبي؟ ما هي برأيك أبرز ما تتميز به خارطتها الآن؟
- أعتقد أن أبرز ما يميز تجربة دبي في مجال الثقافة أن تركيبتها السكانية الفريدة زخرفت كل الأنشطة الثقافية بألوان الطيف كلها، فكانت أكثر تنوعا وجاءت نكهتها عالمية بحق، مع المحافظة على الأركان الرئيسية للثقافة العربية.
وهناك مؤسستان رسميتان تُعنيان بالثقافة في دبي، هيئة دبي للثقافة والفنون ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، تعملان كفرسي رهان على إثراء العمل الثقافي في دبي وترفدان هذا النهر الجاري من الجهود الفردية والمؤسسية، إضافة إلى مؤسسات أخرى تعمل في آفاق متنوعة ومتقاطعة أحيانا.
وأن الجمهور في دبي وفي الإمارات دائما يطمع في المزيد وقد تعود على مقاييس عالية في كل شيء، ويتوقع هذا في الثقافة أيضا، ولن يرضى إلا بالأفضل. | |
|