السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
أما بعد
اخوتي و اخواتي سدد الله خطاكم و بارك بكم
اننا نقوم حاليا بحملة لاجل التبرعات للاخوة المصابين و المعتقلين في سوريا الجريحة لنقوم بمساندتهم بعون الله و ان من يتبرع فانه يتاجر مع رب العالمين تجارة لا تبور و ربحا لا ينقطع و قد قال عز و علا (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)ان التبرع للاخوة ليس ابدا عطاء من انسان لاخر و ليس هو شيئا يقدمه المتبرع لاخ له انما المتبرع يقدم شيئا لله قربانا و طاعة و قد قال تعالى :
(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) و اني لارجو من كل مسلم و مسلمة ان يتوكل على الله و يتق الله حق تقاته و كما قال
الله تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) و انهي رسالتي هذه بان أقول : أيها المسلمون حتى لو ان اهل سوريا ليسوا بحاجة لمساعداتكم – و هم بحاجة ماسة – فانتم من بحاجة لتساعدوهم فجهاد المال فرض عليكم اليوم و كما تسعون إلى الحج بكد و جهد و إنفاق لأنه فرض من ربكم فعليكم السعي إلى فرضكم هذا و حسبكم الله و كفى بالله حكما بيننا .
و حتى لا يساء الفهم باني أشبه هذا الأمر بالحج فاني أقول انه اليوم أعظم عند الله من حرمة الكعبة فقد ورد فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(عن ابن عمر رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ) رواه الترمذي
ا
لمسلمون المؤمنون اليوم يتقتلون بالمئات و بعد كل هذا نخاف على اموالنا صدقوني ما طيب العيش بعد هذا
رعاكم الله و حفظكم و سدد خطاكم و بارك بكم